بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلّم تسليماً كثيرًاقال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) البقرة: 38 , روي عن رسول الله (ص) أنه قال: (زكَاةُ العِلْمِ تَعْلِيمُهُ مَنْ لا يَعلمُهُ) , وعن الإمام علي (ع): (زكَاةُ العِلْمِ بَذْلُهُ لِمُسْتَحِقِّه) ... .
بناءً على بيان الأستاذ الفاضل بدر الشبيب وفقه الله المعنون بـــ (كلمة للجميع)
والذي بلغنا في يوم الخميس الموافق 25 جمادى الثانية 1433 هجري – الموافق 17 / 5 / 2012 م
البيان كان مثالاً للكلمة الطيبة والموقف النزيه المتأني حيث لمسنا منه الإنصاف وحب الخير للبلد الذي يرفض التحكُّم والتهكُّم في أطروحته فنذكر له وفقه الله مجموعة من النقاط ، وهي كالتالي:
1 – نتقدم بالشكر وخالص الاحترام لك ونحيِّي منك هذا الموقف العقلاني المعتدل وندعو الجميع للتأمل في هذا الخطاب وفي لغته المتسمة بالموضوعية ، وعرضه على الخطابات الأخرى المتسمة بروح العداء والتعصُّب وذلك لملاحظة الفارق بين الثرى والثريا .
2 – نعم يا أستاذنا الفاضل , لابد من وقوف رجال العلم وذوي الاختصاص وقفة صادقة لمعالجة الحراك الديني والثقافي إن وجدوا فيه ميلاً عن الجادة والصواب معالجةً حكيمةً لا تقوم على مبدأ التشهير والتسقيط وكسب النقاط - فالبقاء ليس للملاكم الأقوى, بل البقاء للكلمة الصادقة التي تعني بالحقيقة وتطلبها.
إن الضرورة لوقوفهم هذا تأتي انطلاقاً من واجبهم الديني كمسؤولين وفضلاء يقع على عاتقهم نشر القِيَم والعِلْمِ النيّر الصحيح ، وتتأكد هذه الضرورة إن كانت الدعوة متعلقة بالإيمان بدعوة اليماني الموعود من آل محمد (ع) القائمة والتي لها مساس مباشر بالعقيدة .
فقد جاء عن الإمام الباقر(ع) قوله : (.. وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية حق لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس ، وإذا خرج اليماني
فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص 264.
وإنَّ تقصير أو ترْك المخلصين الصادقين في دعواهم لواجبهم الديني والأخلاقي ، وتصدّي مَن سواهم في هذا الشأن جعل الناس ينخرطون في دعاوى تحريض وتشهير لا طائل منها كما لا تحمد عواقبها بلا شكّ , تمامًا كالذي حصل مؤخرًا في البلد من انعدم الحكمة عند البعض في التعاطي مع الآخر بغية قمع رأيه والتجاوز عليه بصورة مبتذلة لا نطيل في ذكرها إذ نعتقد أنك كنت شاهدًا عليها.
3 – قلت مشكورًا : (..كما إنني أبدي استعدادي الكامل لبذل كل ما أستطيع للعمل على ترتيب حوار علمي في هذا الموضوع يكون هدفه الوصول إلى الحقيقة ..)
وجوابنا هو: هذا ما نصبو له , فالحوار بالحكمة وبالمنطق العلمي أسلوب لا يرفضه إلا المتعنِّتُ الهارب الذي لا يستند معتقده إلى الدليل والبرهان , وبالتالي فليَكُمِّ الشتّامون المحرِّضون أفواههم وليتركوا الكلمة الطيبة لأهلها الكرام والمحترمين من رجالات البلد الخيرّين .
أيها الأستاذ الفاضل نحن على استعداد تام للتنسيق لمناظرة علمية لا مكان فيها للغة النشاز, فلا يحكمها إلا الدليل والبرهان. وحينما نتلقّى من الطرف الآخر المستعد للحوار الجدّي إيجابًا سيتم استكمال التنسيق للمناظرة العلنية من خلال الاتفاق على بنود المناظرة الرئيسية ورسم الخطوط العريضة لها وتحديد أسماء المتحاورين الذين نفترض أن يكونوا من أبناء الحوزة وذوي الاختصاص. وبعد الاتفاق على كل هذا نعلن للجميع عن استكمال شروط المناظرة وعن بقية العناوين الأخرى المهمة ,,,
وعندئذٍ لنقف جميعاً على كلمة سواء ، وبعد أن يستبين الدليل والحجة القاطعة يختار المرء طريقه وما يراه موافقاً للحق ويتحمل حينها مسؤولية قراره واختياره أمام الله تعالى. فلعمري متى صارت العقيدة تؤخذ غلابًا بالقوة ، ويتم افتراسُها من قلب مُعتقِدِها عُنوة , ولكن إنْ هي إلا الكلمةُ الطيّبة فـ ( لا إكراه في الدين ) و ( جادلهم بالتي هي أحسن ) و (قل هاتوا برهانكم) ...
4 – وحيث إنك أشرت لنقطة مهمة أيها الأستاذ الفاضل فقلت : ( إن هذا الأمر يقع في دائرة اختصاص أهل العلم والفضيلة الذين ينبغي أن يناقشوا هذه الدعوة مناقشة علمية هادئة أساسها الدليل والبرهان، كما علمنا القرآن الكريم، وكما فعل أهل البيت عليهم السلام مع كل الأفكار والتوجهات التي طرحت في زمانهم...)
وجوابنا: نوافقك تماماً على هذا الطرح الموفق ، ونحيطك علماً بأن السيد اليماني الموعود أحمد الحسن قد وجه دعوته إلى كبار رجال الدين للمناظرة العلمية العلنية وعلى رؤوس الأشهاد منذ ما يقارب التسع سنين اقتداءً بسيرة أهل البيت (عليهم السلام) في هذا المقام ، ودعوته هذه لا زالت قائمة إلى يومنا هذا , وبيان طلبه للمناظرة مرفق في الموقع الرسمي للدعوة ويمكن لأي شخص الاطلاع عليه .
وأما أنصار الدعوة اليمانية فإن تعاطيهم سوف لن يحيد عن هذا النهج المحمدي أبداً إن شاء الله تعالى ..
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين
لجنة أنصار الإمام المهدي (ع) بالقطيف
يوم الاثنين 29 / 6 / 1433هـ __ 21 مايو 2012 م